ارتفاع أسعار النفط

شهدت الأسواق الآجلة ارتفاع في أسعار النفط الخام، حيث ارتفعت عقود خام برنت بنسبة 3.9%، بينما حققت عقود خام غرب تكساس الأمريكي مكاسب بنسبة 8.6% خلال الربع الثاني من عام 2024. وجاء ذلك وفقاً لتقرير الأوضاع البترولية العالمية لمنظمة “أوابك” للربع الثاني من 2024.

أسباب ارتفاع أسعار النفط الخام

أشار التقرير إلى أن هذا الارتفاع يعود إلى عدة عوامل رئيسية، منها:

  1. التوترات الجيوسياسية: تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، مما زاد المخاوف بشأن تأثيرها السلبي المحتمل على حركة التجارة النفطية عبر البحر الأحمر، واستهداف البنية التحتية لقطاع الطاقة في روسيا بسبب التوترات الجيوسياسية في شرق أوروبا.
  2. العقوبات الأمريكية: إعادة فرض العقوبات الأمريكية على قطاع الطاقة في فنزويلا، مما أدى إلى توقف تصدير النفط بعد انتهاء صلاحية الترخيص العام.
  3. انخفاض المخزونات الأمريكية: تراجع مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات المتحدة نتيجة لزيادة نشاط مصافي التكرير وارتفاع الطلب على الغازولين مع بدء موسم القيادة الصيفي.
  4. العوامل الطبيعية والطوارئ: إعلان حالة القوة القاهرة على صادرات خام نابو الثقيل في الإكوادور، بسبب إغلاق خطوط الأنابيب نتيجة الأمطار الغزيرة، والتوقف المؤقت لبعض وحدات إنتاج الوقود في مصفاة Motiva Enterprise الأمريكية بسبب انقطاع الكهرباء.
  5. ارتفاع الطلب العالمي: بيانات اقتصادية إيجابية في الصين، وانخفاض قيمة مؤشر الدولار الأمريكي، إلى جانب الجهود الأمريكية لإعادة ملء مخزونات النفط الاستراتيجية.

الضغوطات التي حدت من ارتفاع الأسعار

بالرغم من العوامل الداعمة، فقد حدت بعض الضغوطات من الارتفاع الكبير في أسعار النفط الآجلة خلال الربع الثاني، منها:

  • عمليات البيع المكثفة للعقود الآجلة من قبل المضاربين.
  • المخاوف بشأن ضعف الطلب في الصين، حيث تراجعت وارداتها من النفط الخام.
  • عدم اليقين حول خفض الفائدة الأمريكية، مما أضاف حالة من الترقب في الأسواق.
  • ضعف استهلاك الوقود في الولايات المتحدة خلال موسم القيادة الصيفي، واقتراب السوق النفطية من حالة Contango، حيث ترتفع العقود المستقبلية للنفط الخام عن قيمة العقود لأقرب شهر استحقاق.

تطورات الأسعار والفروقات بين خام برنت وخام غرب تكساس

شهد الربع الثاني من 2024 استمرار تداول خام برنت في بورصة التبادل القاري في لندن (ICE) بأسعار أعلى من خام غرب تكساس في بورصة (Nymex)، وهو الوضع الذي استمر منذ الربع الثاني من عام 2015. لكن الفروقات بينهما تقلصت إلى 1.4 دولار/برميل في الربع الثاني من 2024 مقارنة بـ 4.8 دولار/برميل في الربع السابق، وذلك بسبب ضغوط البيع المكثفة على خام برنت وتوافر النفط الخام الخفيف في شمال غرب أوروبا وحوض الأطلسي. وفي المقابل، تلقى خام غرب تكساس دعماً من انخفاض المخزونات.

هذا الأداء يعكس تفاعل الأسواق مع العوامل الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، وما زالت تطورات السوق النفطية تحت المراقبة، خاصة في ظل الظروف العالمية المتقلبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top